يحكي في الجاهلية أن فتى قد وقع في حب فتاة وشاءت الأقدار أن يرحل أهل الفتاة من المنطقة التي كان يقطن فيها الفتى حيث كانت قريبة منه وكان يلتقي بها من وقت لآخر يتبادلون أحاديث الحب والهوى. انقطعت أخبار تلك الفتاة ولم يلتقي بها مرة أخرى. حزن الفتى حزنا شديدا وساء حاله لانقطاع الوصل بينهما ولم يكن له صديق يشكو له ما وصل حاله اليه حتى يخفف عنه وينصحه بما يفعله. ظل الشاب حائرا على هذا الحال مدة من الزمن وفي أثناء تجواله في صحراء البادية ، وجد حجرا فكتب عليه :
ألا يا معشر العشاق بالله خبروا ..... إذا حل عشق بالفتى ما ذا يصنع
ذهب الفتى الي حال سبيله بعد أن ناشد أهل الهوى والعشق بأن يخبروه ماذا يفعل.
جاء اعرابي فوجد هذا الحجر وقرأ ما كتب عليه ففهم ما قصده الفتي فكتب عليه ردا على الشاب:
يداري هواه ويكتم سره .....ثم يصبر في الأمور ويخشع
جاء الفتى في اليوم الذي يليه وقرأ الرد على استفساره فكتب هو عليه :
كيف يداري والهوى قاتل الفتى .... وفي كل يوم قلبه يتقطع
ذهب الفتى الي حال سبيله ثم جاء الاعرابي فقرأ ما كتبه الفتي فرد عليه :
إذا لم يجد بد لكتمان سره فليس .....له شيء سوى الموت أنفع
جاء الفتى في اليوم الذي يليه فقرأ رد الإعرابي فكتب هو أيضا:
سمعنا وأطعنا فمتنا فبلغوا .... سلامي الي من كان للوصل يمنع
نعيما لأرباب النعيم نعيمهم ..... وللعاشق المسكين ما يتجرع
كتب الفتي هذين البيتين وقتل نفسه ورماها تحت ذلك الحجر وتناثرت رمال الصحراء تبكي وتنتحب عليه.
لا مايكفيني معك بعض الأوقات
خلّ التغلي عنك لاصرت غالي
إن كان وقتك من ذهب بشري لحظات
أسمع بها صوتك ويرتاح بالي
.
ماعاد لك روحه علينا وجيّات
ترى حلاة أهل الهوى بالوصالي
أنسى بقربك هم وجروح وآهات
وإن غبت عني كل شيٍ طرى لي
.
أشتاق لك شوق الهوى للمسافات
وأشتاق لك شوق القمر لليالي
وأندم على وقتٍ قبل شوفتك فات
وأحرص على وقتٍ بحبك بقالي
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.