في اللغة العربية هناك ما يزيد عن الثلاثين صوتا .. هذه الأصوات تتمازج لتشكل ملايين الكلمات .. وفي النهاية هناك حد لا نهائي
من الجمل من اللف والدوران من التعابير من التنويع من الإرهاق
الشاعر مثلا حين يريد أن يعبر عن قلقه حول تيشرت حبيبته يخترع لذلك مستويات متقدمة من التركيب والتصوير يأتي للتيشرت من زوايا خطرة
و يقتنص حوله أشياء لم يكن للتيشرت ان يظن يوما أنها تدور حوله
عندما يتم قهرنا و إخافتنا يكفي فقط أن نصيح وان نقول أننا ضعفاء نصرخ بقوة بدون نظام بدون لهجات هذا كاف لتصل رسالتنا كاملة
لكننا اخترنا الحديث .. كل واحد اختار الحديث بطريقة مختلفة في ( شرحها - فلسفتها - دمجها - إحالتها - تحويرها - اللعب بها - المتاجرة بها )
استخدمنا كما مهولا من الكلمات كي نشرح شيئا واحدا واضحا كل هذا لأننا نخاف المصارحة لازالت لنا قناعات تحجب عنا الواقع
لازال فينا مناطقية تحرضنا على عدم العناق لا زال في داخلنا ألواح أسمنتية من المعتقدات الباردة التي تحجب عن عواطفنا وعقولنا الحقيقه
نحن معقدون ! إنما الكلب ذكي و بسيط
قبل قليل كدنا أن نصدم كلب فقام وصاح بجسارة ونغمة متينة : هو هو هو هووو هووو هووو
لا زال صامدا !
لم نخف منه رماه صديقي بحجر فخفتت نبرة الكلب أصبحت مخلوطة بحسرة ما ربما حسرة العاجز فصاح : هاااو هوووو هاااو
أخرج صديقي حجر اخرى لاعتقاده أنه هناك شيء ما رأى الكلب الحجر وعرف أنه ضعيف ولا طاقة له بنا إننا أقوى بكثير
بدون فلسفة بدون نظريات بدون دبلوماسيه حدق فينا جميعا وبكى بحرقة معلنا استسلامه وأنسحب .
.