• قصتي مع ســائــق التـــكسي •
~
توقف سائق التكـس وكنا قد تجاوزنا نصف الطريق في الحقيقة لم يتوقف بإرادته وهذا ماعرفته بعد أن طلب مني النزول ودفع السيارة معه إلى الرصيف
التفت إلى الخلف بعدهـا واكتشفت بأن السيارة كانت قد توقفت في وسط الأزفلت بالضبط , تنطفئ السيارات بشكل مستمر وتعودت على هذا الحـال لكنه أول سائق يطلب مني النزول .
كان منتشياً ويضحك , فك أزرار قميصه فالتفت انا مسرعا لأبحث عن منقذ , فكرت بالهرب فعلاً فالرجل لايبدوا طبيعياً وعيونه حمراء ( حمراوتان ) وأنا في عين عيني الضحية
الساعة الحادية عشر ليلاً توقيت سيء , لا أحد بإمكانه إنقاذي , كل تفكيري كان يقول انة أوقف السيارة عمداً وطلب مني دفعها معه عمداً
واختار هذا المكان عمداً وكل شيء ليس في صالحي .
كان يفك أزرار القميص بالبطيء مثل تلك المشـاهد في أغلب الأفلام , حينها تحسست شنبي ووضعت خطة للهـرب
سأهرب قبل أن يتصدر إسمي عناوين الصحف في الغد , لا أتخيل ماقد يـُكتب وليس بإمكاني مواجهة الناس بعد هكذا فضيحة , الهرب هو الحل المناسب
سأنفذ بجلدي وأهرب , أن أهرب أشرف لي من أن تنتهي حياتي بهذه الصورة المأساوية البشعة , قلت في نفسي هذا الكلام ثم التفت إليه لأقيس المسافة بيننـا .
كان يفكْ زرار القميص الأخير بالحركة البطيئة , وأنا أجر نفسي للخلف " خطوة خطوتين وسأهرب " .
توقفتُ حين أخرج من وسط قميصه قارورة مـاء لونه غريب , هذا ليس مـاء وأظنه سيسكر , هذا خمر ولربما كانت طقوسه هكذا , يحب أن يشرب أولاً قبل الانقضاض على الضحية
زادت مخاوفي وحاجتي للهرب , فتح غطاء قارورة الماء الملون , وفكْ غطاء خزان الوقود , صب الخمر في الخزان حتى آخر قطرة
ثم رفع رأسه وقـال : الحمدللة اني وجدت البنزين قال هذا الكلام وهو يغلق ازرار القميص .
الحمدلله رجعت الى رشدي حينها وادركت الموقف واكملنا طريقنا واوصلني الى البيت
.