بارك الله للمسلمين قطرتهم ، اللهم اجعله غيثاً مغيثا ..
وهناك لفتة لطيفة عن هذا الموضوع .. كثير من الناس يستخدمون مع الغيث كلمة "مطر" ، وهذا لفظ فيه علة ؛ فقد تعارف العرب أن المطر هو الذي يكون فيه عقاب وبلاء ، أو الغير مفيد كأقل الأحوال ، والغيث هو النافع والمنبت ، وعلى هذا دلل القرآن .
فعن المطر ، يقول تعالى (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين)(ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء).
وأما الغيث ، فيقول تعالى (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ماقنطوا وينشر رحمته )(إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث).
اختصم بائع ومشترٍ على ريال فيما بينهما !
ذاك يقول لم تعطنِ إلا ستة ريالات ، والآخر يقول بل أعطيتك سبعة !
تطور الجدال إلى بعض الإهانات الخفيفة ثم تطورت تلك الإهانات ، حتى وصل الحال بالمشتري أن يبصق - أجلكم الله - على وجه البائع !
ولم يكن المشتري بأفضل من البائع ، فقد رد البائع بمثلها ، هذه بتلك ، ثم رد المشتري ، وتلك بهذه ، في مشهد يتجرد الإنسان من عقله ويضعه في مكان -ما- ويرتفع فيه صوت الجهل والحمق !
وكل ذلك ، لأجل ريال !
ذلك الريال الذي قد يكون تعبي في كتابة هذا النص أغلى منه ، فكيف بقيمته لدى البائع أو المشتري !!
بين المعارك السياسية ، والقضايا الاجتماعية ، والالتزامات الأسرية ، والمصالح الدنيوية .. يجد الإنسان نفسه تائها في دوامة الحياة !
فكلٌ له مشاغله ، وكلٌ له طريقته في تفريغ شحنه النفسي مما يمر به .
أما أنا ، فالكتابة في هذه المدونة هي متعتي وبها - مع غيرها - تستقر حالتي .
فهي بالنسبة لي ، كشجرة اليقطين بالنسبة لنبي الله يونس .
فلي ، ولمتابعيَّ - الذين أرجو أنهم ما زالو أحياء - ، ولصديقي "المعزز"...
عبارة قالها الإمام أحمد عندما قيل له : أما زلت تكتب وتطلب العلم وقد أصبحت إماما ؟ فقال هذه الكلمة التي أروت ضمأ عطشان الهمة ، وأخذت بيد طالب القمة .
وليس حاله الغريب ، بل حالنا نحن ، فالأصل بالمسلم أن يطلب العلم ويعمر الأرض كما أمره ربه بنور الإيمان ، وجميل البنيان .
وقد قرأت فيما قرأت عبارة أعجبتني فحفظتها ، ثم أصبحت تعرض في ذهني بين الفينة والأخرى ، حتى أصبحت أعتبرها نبراساً لي في حياتي ، ألا وهي :
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.