الناس تحسدك دائما على شيء لا يستحق الحسد , لأن متاعهم هو سقوط متاعك حتى على الغربة يحسدونك , كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدا وحقدا.
فالغربة يا رجل فاجعة يتم إدراكها على مراحل , ولا يستكمل الوعي بها إلا بانغلاق ذلك التابوت على أسئلتك التي بقيت مفتوحة عمرا بأكمله ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريبا قبل ذلك ولا كم ستصبح منفيا بعد الآن ؟
هل يعلم الصّحبُ أني بعد فرقتهم
أبيت أرعى نجوم اليل سهرانا
أقضي الزمان ولا أقضي به وطراً
وأقطع الدهر أشواقا وأشجانا
ولا قريب إذا أصبحت في حزنٍ
إن الغريب حزين حيثما كانا