زيقوس وصل إلى مرحلة "الشيخوخة" في هذه المرحلة يجلس المرء على كرسي هزاز في شرفة مطله على شارع محطّم لأهمال الحكومة له، مليء باللصوص والاطفال والرجال والنساء والشرطة *شتيمة أبو9 نجوم*.
يصبح جسده مترهلاً، تملؤه التجاعيد حتى عيناه تختفي بين ثنايا وجهه من شدّة التجاعيد في الوجه. والشعر الأبيض مغطي انحاء جسده لا يدل إلا على جور الزمان فيه، لا يمكنه طبعًا أن يصبغ الشعر حتى يوفّر مال التقاعد لآخر الشهر.
وهو جالسًا على الكرسي، يحاول يغيّر من وضعية جلوسه نظرًا للملل الذي يشعر فيه فيتقرفص. وحينما يفعل ذلك يشعر بأنه فعل انجاز عظيم فيما تبقى من حياته القليله. وحينما ينظر بنظرة مليئة بالقرف والاشمئزاز من خلال الشرفه الذي يقتص منها للحياة، يرى نفس المشهد البائس يتكرر. شارع مُحطّم مهمل من قبل الحكومة، لص يبحث عن ضحية، شرطي * شتيمة خمس نجوم * يفعل عمله المعتاد، رجل مخابرات يمثّل أنه فقير حتى يأخذ المعلومات التي تخرج من افواه الماره، رجل يلحق امرأة ذو لباس ضيق، ورجل آخر يمشي لوحده. وأمرأة تشتم الرجال جميعًا لأنه معشر الرجال * شتيمة خمس نججوم *. فتاتي إليه ذكريات حياته مُحمله بالألم، والكدح، والطفش، واليأس، والضجيج، وذكريات الوحدة في وقت لا تصلح أن تعيشه وحيدًا. كان من المفترض أن تنحذف من ذاكرته تلك الذكريات الموجعه.
فيستخدم دماغه - او ما تبقى منه - ويفكّر بالموت الذي تأخر بالأخص في السؤال هذا "لماذا لا يأتي الموت حينما نريده ان يأتي؟" وحينما يطفش من حل هذا السؤال الذي بالطبع لا يجد اجابة شافيه له، يفكر بالحياة، لماذا أتينا لها ونحن لا نريد أن تأتي لها؟. فيغضب من الحياة ويسأل لماذا لا تنتهي حينما نريدها ان تنتهي؟ بالطّبع التفكير في نهاية الحياة نفس التفكير في الموت ولكن من شدّة شيوخته لا يعرف ان لا فرق بين نهاية الحياة والموت. آآه
وفجأة هكذا يغفو وهو جالسًا لأنه ارهق دماغه في التفكير. ليته استخدم ما تبقى من جهده بوضع نهاية لما تبقى من حياته.
لذلك دعونا نعذر هذا الشيخ ، ونجلس بجانبه ونساعده على الموت ببطء وبراحة وبلطف. والسّلام.