مقتطفات من كتاب لا تحزن

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

DeletedUser

Guest
بما اني فاضي شغل اليوم قررت انزل لكم بعض مما اعجبني في كتاب عائض القرني لا تحزن
وان شاء الله راح ازور هالمكان بين الحين والآخر وانقل لكم ما اعجبني واتمنى ان يعجبكم من هذا الكتاب

نبدا باسم الله
 

DeletedUser

Guest


اترك المستقبل حتى ياتي


{ اتى امر الله فلا تستعجلوه } لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غدامفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولاطعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراحتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.

إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه طول أمل ، ومذموم عقلأ ، لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويامركم باالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.

اترك غدا حتى ياتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم.

وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الامل
 

DeletedUser

Guest
الاحسان الى الغير انشراح للصدر


الجميل كاسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد ، يجنون ثمرته عاجلا في نفوسهم ، وأخلاقهم ، وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة.

فإذا طاف بك طائف من هئم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفا واسد له جميلأ تجد الفرج والراحة. اعط محرومأ ، انصر مظلومأ ، أنقذ مكروبا ، أطعم جائعأ ، عد مريضأ ، أعن منكوبا ، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك.

إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه ، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذي عمرت قلوبهم بالبر وا لإحسان.

ان توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم ( ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق ) وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الاخرين لا يعلم قيامها إلأ علأم الغيوب.

شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل ، يحب الجميل ، غني حميد.



يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالغير ، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعمأ ولونأ وذوقأ { وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى }



أطرد الفراغ بالعمل


الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة { رضوا بان يكونوا مع الخوالف } إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.

يوم تجد في حياتك فراعا فتهيا حينها للهم والغم والفزع ، لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلأ من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي ، وانتحار بكبسول مسكن.

إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.

الراحة غفلة ، والفراغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية.

اذا قم الان صل أو اقرأ ، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، أو رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.

اذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارىء فحسب ، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب لأنك ملدوغ.
 

DeletedUser

Guest
لا تحمل الكرة الارضية على راسك
نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية ، وهم على فرش النوم فإذا وضعت الحرب اوزارها غنموا قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري. يحترقون مع الاحداث، يغضبون من غلاء الاسعار، يثورون لتاخير الامطار، يضجون لانخفاض سعر العملة، فهم في انزعاج دائم، وقلق واصب ( يحسبون كل صيحة عليهم ..)

ونصيحتي لك ان لا تحمل الكرة الارضية على رأسك، دع الاحداث على الارض ولا تضعها في امعائك. إن البعض عنده قلب كالإسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف ، ينزعج للتوافه، يهتز للواردات، يضطرب لكل شيء وهاذا القلب كفيل ان يحطم صاحبه، وان يهدم كيان حامله.

إهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات ايمانا الى ايمانهم، واهل الخور تزيدهم الزلازل خوفا على خوفهم ، وليس انفع امام الزوابع والدواهي من قلب شجاع، فإن المقدام الباسل واسع البطان ، ثابت الجأش، راسخ اليقين، بارد الأعصاب،منشرح الصدر ، اما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات والأراجيف الأوهام والأحلام، فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الامور بشجاعة وجلد، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون، ولا تك في ضيق مما يمكرون، كن أصلب من الاحداث ، واعتى من ريلح الازمات، واقوى من الاعاصير ، وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة، كم تهزهم الايام هزا ( ولتجدنهم احرص الناس على حياة ) ، واما الأباة فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة (فأنزل السكينة عليهم )

 

DeletedUser

Guest
الحزن ليس مطلوبا شرعا , ولا مقصودا أصلا






فالحزن منهي عنه في قوله تعالى : { ولا تهنوا ولا تحزنوا } .

وقوله : { ولا تحزن عليهم } , في غير موضع .

وقوله : { لا تحزن إن الله معنا }

والمنفي كقوله : { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .

فالحزن خمود لجذوة الطلب , وهمود لروح الهمة , وبرود في النفس , وهو حمى تشل جسم الحياة .

وسر ذلك : أن الحزن موقف غير ميسر , ولا مصلحة فيه للقلب , وأحب شيء إلى الشيطان : أن يحزن العبد ليقطعه

عن سيره , ويوقفه عن سلوكه , قال تعالى : { إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا } .

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثه : [ أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث , لأن ذلك يحزنه ] .

وحزن المؤمن غير مطلوب ولا مرغوب فيه لأنه من الأذى الذي يصيب النفس , وقد طلب من المسلم طرده وعدم

الاستسلام له , ودحضه ورده ومقاومته ومغالبته بالوسائل المشروعة .

فالحزن ليس مطلوب , ولا مقصود , ولا فيه فائدة , وقد استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :[ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ] .

فهو قرين الهم , والفرق بينهما : أن المكروه الذي يرد على القلب إن كان لما يستقبل أورثه الهم , وإن كان مضى أورثه الحزن , وكلاهما مضعف للقلب عن السير , مفتر للعزم .

والحزن تكدير للحياة وتنغيص للعيش , وهو مصل سام للروح يورثها الفتور والنكد والحيرة , ويصيبها بوجوم قاتم متذبل أمام الجمال , فتهوي عند الحسن , وتنطفىء عند مباهج الحياة , فتحتسي كأس الشؤم والحسرة والألم .

ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع , ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها : { الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن } .

فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن , كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم .

فإذا حل الحزن وليس للنفس فيه حيلة , وليس لها في استجلابه سبيل , فهي مأجورة على ما أصابها ؛ لأنه نوع من المصائب , فعلى العبد أن يدافعه إذا نزل بالأدعية والوسائل الحية الكفيلة بطرده .

فإن الحزن المحمود إن حمد بعد وقوعه - وهو ما كان سببه فوت طاعة أو وقوع معصية - فإن حزن العبد على تقصيره
مع ربه وتفريطه في جنب مولاه : دليل على حياته وقبوله الهداية , ونوره واهتدائه



تعز باهل البلاء





تلفت يمنة ويسرة فهل ترى إلا مبتلى وهل تشاهد إلا منكوبا ، في كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل واد بني سعد .
كم من المصائب ، وكم من الصابرين ، فلست أنت وحدك المصاب بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل ، كم من مريض على سريره من أعوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يئن من الألم و يصيح من السقم ، كم من محبوس مر به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته . كم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادها في ميعه الشباب وريعان العمر .
كم من مكروب ومدين ومصاب و منكوب .
آن لك أن تتعزى بهؤلاء ، وأن تعلم علم اليقين أن هذه الحياة سجن للمؤمن ، ودار للأحزان والنكبات ، تصبح القصور حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها ، بينما الشمل مجتمع والأبدان في عافية والأموال وافره ، والأولاد كثر ، ثم ما هي إلا أيام فإذا الفقر والموت والفراق والأمراض ( وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم المثال )
فعليك أن توطن نفسك كتوطين الجمل المحنك الذي يبرك على الصخرة ، وعليك أن توازن مصابك بمن حولك وبمن سبقك في مسيرة الدهر ، ليظهر لك انك معافى بالنسبة لهؤلاء وأنه لم يأتك إلا وخزات سهلة فاحمد الله على لطفه واشكره على ما أبقى ، واحتسب ما أخذ ، وتعز بمن حولك .
ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة وقد وضع السلي على رأسه وأدميت قدماه وشج وجهه وحوصر في الشعب حتى أكل ورق الشجر ، وطرد من مكة ، وكسرت ثنيته ، ورمي عرض زوجته الشريف ، وقتل سبعون من أصحابه ، وفقد أبنه ، وأكثر بناته في حياته ، وربط الحجر على بطنه من الجوع ، واتهم بأنه شاعر ساحر كاهن مجنون كذاب ، صانه الله من ذلك ، وهذا بلاء لا بد منه وتمحيص لا أعظم منه ، وقد قتل قبل زكريا وذبح يحي ، وهجر موسى ، ووضع الخليل في النار ، وسار الأئمة على هذا الطريق فضرج عمر بدمه ، واغتيل عثمان ، وطعن علي وجلدت ظهر الأئمة وسجن الأخيار ، ونكل بالأبرار ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا )


 

DeletedUser

Guest
ابتسمْ
الضَّحِكُ المعتدلُ بلْسَمٌ للهمومِ ومرهَمٌ للأحزانِ ، وله قوةٌ عجيبةٌ في فرحِ الروحِ ، وجَذلِ القلْبِ ، حتى قال أبو الدرداء – رضي اللهُ عنه - : إني لأضحك حتى يكونَ إجماماً لقلبي . وكان أكرمُ الناس  يضحكُ أحياناً حتى تبدو نواجذُه ، وهذا ضحكُ العقلاءِ البصراءِ بداءِ النفسِ ودوائِها .
والضحك ذِروةُ الانشراحِ وقِمَّةُ الراحةِ ونهايةُ الانبساطِ . ولكنه ضحكٌ بلا إسرافٍ : (( لا تُكثرِ الضحك ، فإنَّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ )) . ولكنه التوسُّط : (( وتبسُّمك في وجهِ أخيك صدقةٌ )) ، ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا ﴾ . ومن نعيمِ أهلِ الجنةِ الضحكُ : ﴿ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴾ .
وكانتِ العربُ تمدحُ ضحوكَ السِّنِّ ، وتجعلُه دليلاً على سعةِ النفسِ وجودةِ الكفِّ ، وسخاوةِ الطبعِ ، وكرمِ السجايا ، ونداوةِ الخاطرِ .
وقالَ زهيرٌ في (( هَرِم )) :
تراهُ إذا ما جئتَهُ متهلِّلاً
كأنكَ تعطيهِ الذي أنت سائلهُ

والحقيقةُ أنَّ الإسلامَ بُنيَ على الوسطيةِ والاعتدالِ في العقائدِ والعبادات والأخلاقِ والسلوكِ ، فلا عبوسٌ مخيفٌ قاتمٌ ، ولا قهقهةٌ مستمرةٌ عابثةٌ لكنه جدٌّ وقورٌ ، وخفَّةُ روحٍ واثقةٍ .
يقول أبو تمام :
نفسي فداءُ أبي عليِّ إنهُ =صبحُ المؤمِّلِ كوكبُ المتأمِّلِ

فَكِهٌ يجمُّ الجدّ أحياناً وقدْ=ينضُو ويهزلُ عيشُ من لم يهزلِ

إن انقباضَ الوجهِ والعبوس علامةٌ على تذمُّرِ النفسِ ، وغليانِ الخاطرِ ، وتعكُّرِ المزاجِ ﴿ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ﴾ .
* « ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلْق » .
يقولُ أحمد أمين في « فيْضِ الخاطرِ » : ((ليس المبتسمون للحياة أسعدَ حالاً لأنفسِهِمْ فقط ، بلْ هم كذلك أقدرُ على العملِ ، وأكثرُ احتمالاً للمسؤوليةِ ، وأصلحُ لمواجهةِ الشدائدِ ومعالجةِ الصعابِ ، والإتيانِ بعظائمِ الأمورِ التي تنفعهُمْ وتنفعُ الناس .
لو خُيِّرتُ بين مالٍ كثيرٍ أو منصبٍ خطيرٍ ، وبين نفسٍ راضيةٍ باسمةٍ ، لاخترتُ الثانيةَ ، فما المالُ مع العبوسِ ؟! وما المنصبُ مع انقباضِ النفسِ ؟! وما كلُّ ما في الحياةِ إذا كان صاحبُه ضيِّقاً حرجاً كأنه عائدٌ من جنازة حبيبٍ؟! وما جمالُ الزوجة إذا عبستْ وقلبتْ بيتها جحيماً ؟! لخيرٌ منها – ألفَ مرةٍ – زوجةٌ لم تبلغْ مبلغها في الجمالِ وجعلتْ بيتها جنَّةً .
ولا قيمةَ للبسمةَ الظاهرةِ إلا إذا كانتْ منبعثةً مما يعتري طبيعة الإنسانِ من شذوذ ، فالزهرُ باسِمٌ والغاباتُ باسمةٌ ، والبحارُ والأنهارُ والسماءُ والنجومُ والطيورُ كلُّها باسمةٌ . وكان الإنسانُ بطبعهِ باسماً لولا ما يعرضُ له من طمعٍ وشرٍّ وأنانيةٍ تجعلُهُ عابساً ، فكان بذلك نشازاً في نغماتِ الطبيعةِ المنسجعةِ ، ومنْ اجلِ هذا لا يرى الجمال من عبستْ نفسُه ، ولا يرى الحقيقةَ من تدنَّس قلبُه ، فكلُّ إنسانٍ يرى الدنيا من خلال عمِله وفكْرِه وبواعِثه ، فإذا كان العملُ طيباً والفكرُ نظيفاً والبواعثُ طاهرةً ، كان منظارُه الذي يرى به الدنيا نقياً ، فرأى الدنيا جميلةً كما خُلقتْ ، وإلاَّ تغبَّشَ منظارُه، واسودَّ زجاجُه ، فرأى كلَّ شيء أسود مغبشاً.
هناك نفوسٌ تستطيعُ أن تصنع من كلِّ شيء شقاًء ، ونفوسٌ تستطيع أن تصنع من كلِّ شيءٍ سعادةً ، هناك المرأةُ في البيتِ لا تقعُ عينُها إلا على الخطأ ، فاليومُ أسودُ ، لأنَّ طبقاً كُسِر ، ولأن نوعاً من الطعامِ زاد الطاهي في مِلْحِه ، أو لأنها عثرتْ على قطعةٍ من الورقِ في الحجرةِ ، فتهيجُ وتسبُّ ، ويتعدَّى السبابُ إلى كلِّ منْ في البيتِ ، وإذا هو شعلةٌ من نارِ ، وهناك رجلٌ ينغِّصُ على نفسِه وعلى مَنْ حوله ، مِن كلمةٍ يسمعُها أو يؤوِّلها تأويلاً سيِّئاً ، أو مِنْ عملٍ تافِهٍ حدثَ له ، أو حدثَ منه ، أو من رِبْحٍ خسِرهُ ، أو منْ رِبْحٍ كان ينتظرُه فلم يحدثُ ، أو نحو ذلك ، فإذا الدنيا كلُّها سوداءُ في نظرِه ، ثم هو يسوِّدُها على منْ حوله . هؤلاء عندهمْ قدرةٌ على المبالغةِ في الشرِّ ، فيجعلون من الحبَّةِ قُبَّةً ، ومن البذرةِ شجرةً ، وليس عندهمْ قدرةٌ على الخيرِ ، فلا يفرحون بما أُوتوا ولو كثيراً ، ولا ينعمون بما نالوا ولو عظيماً .
الحياةُ فنٌّ ، وفنٌّ يُتَعلَّمُ ، ولخيرٌ للإنسانِ أن يَجِدَّ في وضعِ الأزهارِ والرياحينِ والحُبِّ في حياتهِ ، من أن يجدَّ في تكديسِ المالِ في جيبهِ أو في مصرفِه . ما الحياةُ إذا وُجِّهتْ كلُّ الجهودِ فيها لجمعِ المالِ ، ولم يُوجَّهْ أيُّ جهدٍ لترقيةِ جانب الرحمةِ والحبِّ فيها والجمالِ ؟!
أكثرُ الناسِ لا يفتحون أعينهُمْ لمباهجِ الحياةِ ، وإنما يفتحونها للدرهمِ والدينارِ ، يمرُّون على الحديقةِ الغنَّاءِ ، والأزهارِ الجميلةِ ، والماءِ المتدفِّقِ ، والطيورِ المغرِّدةِ ، فلا يأبهون لها ، وإنما يأبهون لدينارٍ يدخلُ ودينارٍ يخرجُ . قدْ كان الدينارُ وسيلةً للعيشةِ السعيدةِ ، فقلبوا الوضع وباعوا العيشة السعيدة من أجلِ الدينارِ ، وقد رُكِّبتْ فينا العيونُ لنظرِ الجمالِ ، فعوَّدناها ألا تنظر إلاَّ إلى الدينارِ .
ليس يعبِّسُ النفس والوجه كاليأسِ ، فإنْ أردت الابتسامُ فحارب اليأس . إن الفرصة سانحةً لك وللناسِ ، والنجاحُ مفتوحٌ بابُه لك وللناسِ ، فعوِّدْ عقلك تفتُّح الأمل ، وتوقُّع الخيرِ في المستقبلِ .
إذا اعتقدت أنك مخلوقٌ للصغيرِ من الأمورِ لمْ تبلغْ في الحياةِ إلا الصغير ، وإذا اعتقدت أنك مخلوقٌ لعظائمِ الأمورِ شعرت بهمَّةٍ تكسرُ الحدود والحواجز ، وتنفذُ منها إلى الساحةِ الفسيحةِ والغرضِ الأسمى ، ومِصْداقُ ذلك حادثٌ في الحياةِ الماديةِ ، فمنْ دخل مسابقة مائةِ مترٍ شعر بالتعبِ إذا هو قطعها ، ومن دخل مسابقة أربعمائِةِ مترٍ لمْ يشعرْ بالتعبِ من المائةِ والمائتينِ . فالنفسُ تعطيك من الهمَّةِ بقدرِ ما تحدِّدُ من الغرضِ . حدِّدْ غرضك ، وليكنْ سامياً صعْب المنالِ ، ولكنْ لا عليك في ذلك ما دمت كلَّ يومٍ تخطو إليه خطواً جديداً . إنما يصدُّ النفس ويعبِّسَها ويجعلُها في سجنٍ مظلمٍ : اليأسُ وفقدانُ الأملِ ، والعيشةُ السيئةُ برؤيةِ الشرورِ ، والبحثِ عن معايبِ الناسِ ، والتشدُّقِ بالحديثِ عن سيئاتِ العالمِ لا غير .
وليس يُوفَّقُ الإنسانُ في شيء كما يُوفَّقُ إلى مُرَبٍّ ينمّي ملكاتهِ الطبيعيةِ ، ويعادلُ بينها ويوسِّعُ أفقه ، ويعوِّدهُ السماحةَ وسَعةَ الصدرِ ، ويعلِّمهُ أن خَيْرَ غرضٍ يسعى إليهِ أن يكونَ مصدرَ خيرٍ للناس بقدرِ ما يستطيعُ ، وأنْ تكون نفسُه شمساً مشعَّةً للضوءِ والحبِّ والخيرِ ، وأنْ يكون قلبُه مملوءاً عطفاً وبراً وإنسانية ، وحباً لإيصالٍ الخيرِ لكلِّمن اتصل به .
النفسُ الباسمةُ ترى الصعابَ فيلذُّها التغلُّبُ عليها ، تنظرُها فتبسَّم ، وتعالجها فتبسمْ ، وتتغلبْ عليها فتبسمْ ، والنفسُ العابسةُ لا ترى صعاباً فتخلفها ، وإذا رأتْها أكبرتْها واستصغرتْ همَّتها وتعلَّلتْ بلو وإذا وإنْ . وما الدهرُ الذي يلعنُه إلا مزاجُه وتربيتُه ، إنه يؤدُّ النجاح في الحياةِ ولا يريدُ أن يدفع ثمَنَهُ ، إنه يرى في كلِّ طريق أسداً رابضاً ، إنه ينتظرُ حتى تمطرَ السماءُ ذهباً أو تنشقَّ الأرضُ عن كَنْزٍ .
إن الصعابَ في الحياةِ أمورٌ نسبيةٌ ، فكلُّ شيءٍ صَعْبٌ جداً عند النفسِ الصغيرةِ جداً ، ولا صعوبة عظيمةً عند النفسِ العظيمةِ ، وبينما النفسُ العظيمةُ تزداد عظمةً بمغالبةِ الصِّعابِ إذا بالنفوس الهزيلةِ تزدادُ سقماً بالفرارِ منها ، وإنما الصعابُ كالكلبِ العقورِ ، إذا رآك خفت منهُ وجريْتَ ، نَبَحَكَ وعدا وراءك ، وإذا رءاك تهزأُ به ولا تعيره اهتماماً وتبرقُ له عينك ، أفسح الطريق لك ، وانكمش في جلدِه منك .
ثمَّ لا شيء أقتلُ للنفسِ من شعورِها بضَعَتِها وصِغَرِ شأنِها وقلَّةِ قيمتهِا ، وأنها لا يمكنُ أن يصدر عنها عملٌ عظيمٌ ، ولا يُنتظرُ منها خيرٌ كبيرٌ . هذا الشعورُ بالضَّعةِ يُفقِدُ الإنسان الثقة بنفسِه والإيمان بقوتِها ، فإذا أقدم على عملٍ ارتاب في مقدرتِه وفي إمكانِ نجاحِه ، وعالجه بفتورٍ ففشِلَ فيهِ . الثقةُ بالنفس فضيلةٌ كبرى عليها عمادُ النجاحِ في الحياةِ ، وشتَّان بينها وبين الغرورِ الذي يُعدُّ رذيلةً ، والفرقُ بينهما أنَّ الغرور اعتمادُ النفسِ على الخيالِ وعلى الكِبْرِ الزائفِ ، والثقةُ بالنفس اعتمادُها على مقدرتِها على تحمُّلِ المسؤوليةِ ، وعلى تقويةِ ملكاتِها وتحسينِ استعدادِها )) .
يقول إيليا أبو ماضي :
قالَ : « السماءُ كئيبةٌ ! » وتجهَّما



قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهُّمُ في السما !
السما!



قالَ : الصِّبا ولَّى ! فقلتُ لهُ : ابتسمْ

لن يُرجعَ الأسفُ الصبِّا المتصرِّما !

قالً : التي كانتْ سمائي في الهوى


صارتْ لنفسي في الغرامِ جهنَّما

خانتْ عهودي بعدما ملَّكتُها


قلبي ، فكيف أُطيقُ أن أتبسَّما !

قلتُ : ابتسمْ واطربْ فلوْ قارنْتَها


قضَّيْتَ عمركَ كلَّه متألمَّا !

قالَ : التِّجارةُ في صراعٍ هائلٍ


مثلُ المسافرِ كاد يقتلهُ الظَّما

أو غادةٍ مسْلولةٍ محتاجةٍ

لدمٍ ، وتنفُثُ كلمَّا لهثتْ دَمَا !

قلتُ : ابتسمْ ، ما أنت جالبَ دائها

وشِفائها ، فإذا ابتسمت فربَّما ..

أيكونُ غيرُك مجرماً ، وتبيتُ في


وجلٍ كأنك أنت صرت المُجْرما ؟

قال : العِدى حولي علتْ صيحاتُهُمْ


أَأُسَرُّ والأعداءُ حولي في الحِمَى ؟

قلتُ : ابتسمْ لم يطلبوك بذمِّهمْ


لو لم تَكُنْ منهمْ أجلَّ وأعظما !

قال : المواسمُ قد بدتْ أعلامُها


وتعرَّضتْ لي في الملابسِ والدُّمى

وعليَّ للأحبابِ فرضٌ لازمٌ


لكنّ كفِّي ليسَ تملكُ درهما

قلتُ : ابتسمْ يكفيك أنَّك لم تزلْ


حياً ، ولستَ من الأحبَّةِ مُعدما !

قال : الليالي جرَّعتني علقماً



قلتُ : ابتسمْ ، ولئنْ جُرِّعتَ العلقما


فلعلِّ غيركَ إن رآك مرنِّماً


طَرَحَ الكآبة جانباً وترنَّما

أتُراك تغنمُ بالتبرُّمِ درهماً


أم أنت تخسرُ بالبشاشةِ مغنما ؟

يا صاحِ لا خطرٌ على شفتيك أنْ


تتثلَّما ، والوجهِ أنْ يتحطَّما

فاضحكْ فإنَّ الشّهْبَ تضحكُ والدّ


جى متلاطِمٌ ، ولذا نحبُّ الأنجُما !

قال : البشاشةُ ليس تُسعِدُ كائناً


يأتي إلى الدنيا ويذهبُ مُرْغَما

قلت : ابتسم مادام بينك والردَّى

شبرٌ ، فإنَّك بعدُ لنْ تتبسَّما

ما أحوجنا إلى البسمةِ وطلاقةِ الوجهِ ، وانشراحِ الصَّدْرِ وأريحيّةِ الخُلُقِ ، ولطفِ الروحِ ولينِ الجانبِ ، ((إنَّ الله أوحى إليَّ تواضعوا ، حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٍ ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ )) .
 

DeletedUser

Guest
لا تحزن ممن جحد إحسانك وكفر معروفك


فأنت تريد الثواب من الله
اجعل عملك خالصا لوجه الله ولا تنتظر شكرا من أحد ولا تهتم ولا تغتم إذا أحسنت لاحد من الناس ووجدته لئيما لا يقدر هذه اليد البيضاء ولا الحسنه التي أسديتها إلية فاطلب أجرك من الله .
يقول سبحانه عن أوليائه { يبتغون فضلا من الله ورضوانا }
وقال { وما لا حد عنده من نعمه تجزى }
{ إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكور }
قال الشاعر :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
فعامل الواحد الأحد وحده فهو الذي يثيب ويعطي ويمنح ويعاقب ويحاسب ويغضب سبحانه وتعالى .
قتل شهداء بقندهار فقال عمر للصحابة : من القتلى ؟
فذكروا له الأسماء فقالوا وأناس لا تعرفهم . فدمعت عينا عمر وقال ولكن الله يعلمهم .
واطعم أحد الصالحين رجلا أعمى فالوذجا ( من افخر الأكلات ) , فقال أهله هذا أعمى لا يدري ماذا يأكل
فقال : لكن الله يدري .
مادام الله مطلع عليك ويعلم ما قدمته من خير وما عملته من بر وما أسديته من فضل فما عليك من الناس .



ضبْطُ العواطف





تتأجَّجُ العواطفُ وتعصفُ المشاعرُ عند سببين : عند الفرحةِ الغامرةِ ، والمصيبةِ الدَّاهمةِ ، وفي الحديثِ
إني نُهِيْتُ عن صوتيْن أحمقيْن فاجريْن : صوتٍ عند نعمةٍ ، وصوتٍ عندَ مصيبةٍ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ولذلك قيل إنما الصبرِ عند الصدمِة الأولى فمَنِ مَلَكَ مشاعره عندَ الحدَث الجاثم وعند الفرَح الغامرِ ، استحقَّ مرتبةَ الثباتِ ومنزلةَ الرسوخِ ، ونالَ سعادة الراحةِ ، ولذَةَ الانتصارِ على النفسِ ، واللهُ جلَّ في عُلاه وصف الإنسان بأنهُ فرِحٌ فخورٌ ، وإذا مسَّه الشرُّ جزوعاً وإذا مسَّهُ الخيرُ منوعاً ، إلاَّ المصلِّين . فَهُم على وسطيةٍ في الفرحِ والجزعِ ، يشكرونَ في الرخاءِ ، ويصبرون في البلاءِ



إنَّ العواطف الهائجةَ تُتْعِبُ صاحبها أيَّما تَعَبٍ ، وتضنيهِ وتؤلمُهَ وتؤرِّقُهُ ، فإذا غضب احتدَّ وأزبد ، وأرعد وتوعَّد ، وثارتْ مكامنُ نفسِهِ ، والتهبتْ حُشاشَتُهُ ، فيتجاوزُ العَدْلَ ، وإن فرحَ طرِبَ وطاشَ ، ونسيَ نفسَه في غمرةِ السرورِ وتعدّى قدره ، وإذا هَجَرَ أحداً ذمَّه ، ونسِي محاسنَهُ ، وطمس فضائِلَهُ ، وإذا أحبَّ آخر خلع عليه أوسمة التبجيلِ ، وأوصله إلى ذورةِ الكمالِ . وفي الأثر : أحببْ حبيبك هوْناً ما ، فعسى أن يكون بغيضك يوماً ما وأبغضْ بغيضك هوناً ما ، فعسى أن يكون حبيبك يوماً ما وفي الحديث : وأسألك العدل في الغضب والرضا


فمَن ملك عاطفته وحَكَّم عقلَه ، ووزنَ الأشياء وجعل لكلِّ شيء قدراً ، أبصر الحقَّ ، وعَرَفَ الرشدَ ، ووقع على الحقيقةِ ، لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ

إنَّ الإسلام جاءَ بميزان القيمَ والأخلاقِ والسلوكِ ، مثلما جاء بالمِنْهَجِ السَّويِّ ، والشرعِ الرضيِّ ، والملّةِ المقدسةِ ، وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ، فالعدلِ ، الصدقِ في الأحبارِ ، والعدلِ في الأحكامِ والأقوال والأفعالِ والأخلاقِ ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْل






لا تحزن من نقد اهل الباطل والحساد

لا تحزن على ذلك فإنك مأجور على صبرك ، سأل موسى ربه أن يكف ألسنة الناس عنه فقال الله عز وجل : يا موسى ما اتخذت ذلك لنفسي ، وإني أخلقهم وأرزقهم وإنهم يسبوني ويشتموني !!
إنك لن تستطيع أن تعتقل ألسنة البشر عن فرْي عرضك ، ولكنك تستطيع أن تفعل الخير ، وتجتنب كلامهم ونقدهم . يقول أحد أدباء الغرب : أفعل ما هو صحيحاً ثم أدر ظهرك لكل نقد سخيف . ومن الفوائد والتجارب : لا ترد على كلمة جارحة فيك ، أو مقولة أو قصيدة فإن الاحتمال دفن المعايب ، والحلم عز ، والصمت يقهر الأعداء ، والعفو مثوبة وشرف ونصف الذين يقرءون الشتم فيك نسوة والنصف الآخر ما قرءوه وغيرهم لا يدرون ما السبب وما القضية فلا ترسخ ذلك أنت وتعمقه بالرد على ما قيل .
قال الشاعر :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ***** فالناس أعداءٌ له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها ***** حسداً ومقتاً إنه لذميم
ويقول آخر :
وهم يحسدوني على موتي فوا أسفا **** حتى على الموت لا أخلو من الحسد
ويقول آخر :
وإذا الفتى بلغ السماء بمجده ***** كانت كأعداد النجوم عِداهُ
ورموه عن قوس بكل عظيمة ***** لا يبلغون بما جنوه مداهُ

كيف التصرف حيال أذى الناس ؟
الناس قد يؤذونك وخاصة بأقوالهم السيئة , فلا بد لك أن تعلم أن هذا الأذى يضرهم ولا يضرك ,إلا إذا شغلت نفسك بأقوالهم فعندها ستتضايق , وإن أهملتها فستكون مرتاحاً قال صلى الله عليه وسلم :
" أتدرون من المفلس ؟ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ,ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا , وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته , فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار " رواه مسلم .
فإذن الذي يغتابني ويسبني ويتكلم علي هو في الحقيقة يعطيني من حسناته ويحسن إلي فجزاه الله خيراً . فإذا قال لك شخص كلاماً يؤذيك , فاتركه واذهب وهو الذي سيتضايق ويغتاظ ( قل موتوا بغيظكم ) وأما إذ أشغلت نفسك بهذا الكلام فستتضايق حتماً , وقد مر عمر بن عبدالعزيز في سوق المدينة فعثر في رجل فقال له الرجل : أعمى ؟ قال عمر : لا وقد أراد به الحارس – حارس عمر – فقال عمر : دعه سألني : أعمى قلت : لا .

 

DeletedUser

Guest
لا تكن إمعة


لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم، وكلامهم، ومواهبهم، وظروفهم، لينصهروا في شخصيات الآخرين، فإذا التكلف والصلف، والاحتراق، والإعدام للكيان وللذات .

وآدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق .

أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه .

أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .

انطلق على هيئتك وسجيتك (( قد علم كل أناسٍ مشربهم )) (( ولكلٍ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )) عش كما خلقت لا تغير صوتك، لا تبدل نبرتك، لا تخلف مشيتك، هذب نفسك بالوحي، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك .

أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا، لأنك خلفت هكذا وعرفناك هكذا " لا يكن أحدكم إمعة " .

إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار . حلو وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا . فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته .
 

DeletedUser

Guest
لا تحطمك التوافه

كم من مهموم سبب همه أمر حقير تافه لا يذكر !!.

انظر إلى المنافقين , ما أسقط هممهم , وما أبرد عزائمهم .

هذه أقوالهم :


{ لا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ }

﴿التوبة: ٨١﴾

{ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي } .


﴿التوبة: ٤٩﴾

{ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ}

﴿الأحزاب: ١٣﴾

{ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ }


﴿المائدة: ٥٢﴾

{ مَّا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا }

﴿الأحزاب: ١٢﴾



يا لخيبة هذه المعاطس يا لتعاسة هذه النفوس .


همهم البطون والصحون والدور والقصور , لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل , لم ينظروا أبدا إلى نجوم الفضائل , هم أحدهم ومبلغ علمه : دابته وثوبه ونعله ومأدبته , وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سبب همومهم خلاف مع الزوجة , أو الابن أو قريب أو سماع كلمة نابية , أو موقف تافه , هذه

مصائب هؤلاء البشر , ليس عندهم من المقاصد

العليا ما يشغلهم , ليس عندهم من الاهتمامات الجليلة ما يملأ وقتهم .




وقد قالوا : إذا خرج الماء من الإناء

ملأه الهواء , إذا ففكر في الأمر الذي تهتم له وتغتم هل يستحق هذا الجهد وهذا العناء , لأنك أعطيته من عقلك ولحمك ودمك وراحتك ووقتك , وهذا غبن في الصفقة , وخسارة هائلة ثمنها بخس , وعلماء النفس يقولون : اجعل لكل شيء حدا معقولا , وأصدق من هذا

قوله تعالى :


{ قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا }

﴿الطلاق: ٣﴾



فأعط القضية حجمها ووزنها وقدرها وإياك والظلم والغلو .



هؤلاء الصحابة الأبرار همهم تحت الشجرة الوفاء بالبيعة , فنالوا رضوان الله , ورجل معهم أهمه جمله حتى فاته البيع فكان جزاءه الحرمان والمقت .



فاطرح التوافه والاشغال بها تجد أن أكثر همومك ذهبت عنك وعدت فرحا مسرورا
 

DeletedUser

Guest
لا تحزن فلك اخوه ولك محبون يبادلونك حبا وموده وتضامنا
وسوف اتحفك بابيات تترنم بها ان شئتوقد تضفي على قلبك راحه قال بعضهم في تاليف القلوب
ومقاربه الارواح


نزلنا على قيسية يمنية لها نسب في الصالحين هجان
فقالت وأرخت جانب الستر بيننا لأية أرض أم من الرجلان

فقلت لها: أما رفيقي فقومه تميم وأما أسرتي فيمان
رفيقان شتى ألف الدهر بيننا وقد يلتقي الشتى فيأتلفان

ان الاخوان مسلاه للاحزان قال احدهم لولا الوسواس ما خالطت الناس
وقال بعضهم في مسافر غريب
ومشتت العزمات لا يأوي إلى......سكن ولا أهل ولا جيرانِ
ألِفَ النوى حتى كأن رحيله......للبين رحلته إلى الأوطانِ



وتناول امورك بهدوء

يقول دايل كارنيجي .ان الزنوج الذين يعيشون في جنوب البلاد والصينيين
نادرا ما يُصابون بامراض القلب الناتجة عن القلق ..لانهم يتناولون الامور بهدوء"
ويقول ايضا

(( إن عدد الأمريكيين الذين يُقبلون على الانتحار

هو أكثر بكثير من الذين يموتون نتيجة للأمراض الخمسة الفتَّاكة )) .

وهذه حقيقة مذهلة تكادُ لا تصدَّقُ !


حسِّنْ خلُقكَ
حُسْنُ الخُلُقِ يُمْنٌ وسعادةٌ ، وسُوءُ الخُلُقِ شُؤمٌ وشقاءٌ .
(( إن المرء لَيبْلغ بحسنِ خلُقِهِ درجةَ الصائمِ القائمِ)) . ((ألا أُنبِّئُكم بأحبِّكمُ وأقربِكُمْ منِّي مجلساً يوم القيامةِ ؟! أحاسنُكمْ أخلاقاُ)) . * وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ *. * فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ * . * وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً * .
وتقولُ أمُّ المؤمنين عائشةُ بنتُ الصديق - رضي الله عنهما - في وصفها المعصوم عليه صلاةُ ربي وسلامُه : (( كان خُلُقُهُ القُران )) .
إن سَعَةَ الخُلُق وبَسْطَهَ الخاطرِ : نعيمٌ عاجلٌ وسرورٌ حاضرٌ لمن أراد به اللهُ خيْراً ، وإنَّ سرعة الانفعالِ والحِدَّةِ وثورة الغضبِ : نَكَدٌ مستمرٌّ وعذابٌ مقيمٌ .
 

DeletedUser

Guest
عـزُّ العزلةِ

وأقصدُ بها العزلة عن الشرِّ وفضولِ المباحِ ، وهي ممّا يشرحُ الخاطر ويُذهبُ الحزن .
قال ابن تيمية : لابدَّ للعبدِ من عزلةٍ لعبادتِه وذكرِه وتلاوتِه ، ومحاسبتِه لنفسِه ، ودعائِه واستغفارِه ، وبُعدِه عن الشرِّ ، ونحوِ ذلك .
ولقد عقد ابنُ الجوزي ثلاثة فصولٍ في ( صيْدِ الخاطرِ ) ، ملخَّصها أنه قال : ما سمعتُ ولا رأيتُ كالعزلة ، راحةً وعزّاً وشرفاً ، وبُعداً عن السوءِ وعن الشرِّ ، وصوْناً للجاهِ والوقتِ ، وحِفظاً للعمرِ ، وبعداً عن الحسَّادِ والثقلاءِ والشامتين ، وتفكُّراً في الآخرةِ ، واستعداداً للقاءِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، واغتناماً في الطاعةِ ، وجولان الفكر فيما ينفعُ ، وإخراج كنوزِ الحِكَمِ ، والاستنباط من النصوصِ .
ونحو ذلك من كلامِهِ ذكرهُ في العزلةِ هذا معناه بتصرُّف .
وفي العزلةِ استثمارُ العقلِ ، وقطْفُ جَنَى الفكرِ ، وراحةُ القلبِ ، وسلامةُ العرْض ، وموفورُ الأجرِ ، والنهيُ عن المنكر ، واغتنامُ الأنفاسِ في الطاعةِ ، وتذكُّرُ الرحيمِ ، وهجرُ الملهياتِ والمشغلاتِ ، والفرارُ من الفتنِ ، والبعدُ عن مداراةِ العدوِّ ، وشماتةِ الحاقدِ ، ونظراتِ الحاسدِ ، ومماطلةِ الثقيلِ ، والاعتذارِ على المعاتِبِ ، ومطالبةِ الحقوقِ ، ومداجاةِ المتكبِّرِ ، والصبرِ على الأحمقِ .
وفي العزلةِ سَتْرٌ للعوراتِ : عوراتِ اللسانِ ، وعثراتِ الحركاتِ ، وفلتاتِ الذهنِ ، ورعونةِ النفسِ .
فالعزلةُ حجابٌ لوجهِ المحاسنِ ، وصدَفٌ لدُرِّ الفضلِ ، وأكمامٌ لطلْع المناقبِ ، وما أحسن العزلةَ مع الكتابِ ، وفرةً للعمرِ ، وفسحةً للأجلِ ، وبحبوحةً في الخلوةِ ، وسفراً في طاعةِ ، وسياحةً في تأمُّلٍ .
وفي العزلةِ تحرصُ على المعاني ، وتحوزُ على اللطائفِ ، وتتأملُ في المقاصدِ ، وتبني صرح الرأيِ ، وتشيدُ هيْكلَ العقلِ .
والروحُ في العزلةِ في جَذلٍ ، والقلبُ في فَرَحٍ اكبرَ ، والخاطرُ في اصطيادِ الفوائدِ .
ولا تٌرائي في العزلةِ : لأنهُ لا يراك إلا اللهُ ، ولا تُسمعِ بكلامِك بشراً فلا يسمعك إلا السميعُ البصيرُ .
كلُّ اللامعين والنافعين ، والعباقرِة والجهابذةِ وأساطين الزمنِ ، وروَّادِ التاريخِ ، وشُداةِ الفضائلِ ، وعيونِ الدهرِ ، وكواكبِ المحافلِ ، كلُّهم سَقَوْا غَرْسَ نُبْلهم من ماءِ العزلةِ حتى استوى على سُوقِهِ ، فنبتتْ شجرةُ عظمتِهم ، فآتتْ أُكُلَها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها .
قال عليُّ عبدِالعزيز الجُرْجانيُّ :
يقولون لي فيك انقباضُ وإنما ** رأوا رجلاً عن موقفِ الذُّلِّ أحْجَما

إذا قيلَ هذا موردٌ قلتُ قدْ أَرَى ** ولكنَّ نفس الحُرِّ تحتملُ الظَّما

ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كنتُ كلَّما ** بدا طمعٌ صيَّرتُهُ لِيَ سُلَّما

أأشقى به غَرْساً وأجنيهِ ذلَّةً ** إذن فاتَّباعُ الجهلِ قدْ كان أحزما


ولو أنَّ أهل العلمِ صانوه صانهمْ ** ولو عظَّموه في النفوسِ لَعُظَّما

ولكنْ أهانُوهُ فهانوا ودنَّس ** مُحَيَّاهُ بالأطماعِ حتى تهجَّما


وقال أحمدُ بنُ خليلٍ الحنبليُّ :
مَنْ أراد العزَّ والرا ** حةَ مِن همِّ طويلِ

ليكُنْ فرداً من النا ** سِ ويرضى بالقليلِ

كيف يصفو لامرئٍ ما ** عاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ

بين غمزٍ مِنْ ختولٍ ** ومداجاةِ ثقيل ِ

ومداراةِ حسودٍ ** ومعاناةِ بخيلِ

آهِ منْ معرفةِ النا ** سِ على كلِّ سبيلِ


وقال القاضي عليُّ بن عبدالعزيزِ الجرجانُّي :
ما تطعَّمتُ لذةَ العيشِ حتَّى ** صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا

ليس شيءٌ أعزّ من العلـ ** ـم فما أبتغي سواهُ أنيسا

إنَّما الذُّل في مخالطةِ الن** سِ فدعْهُم وعِشْ عزيزاً رئيساً

وقال آخر :
أنِسْتُ بوحدتي ولزِمتُ بيتي ** فدام لِي الهنا ونَمَا السرورُ

وقاطعتُ الأنامَ فما أبالي ** أسارَ الجيشُ أم ركِبَ الأميرُ
وقال الحميدي المحدِّث :
لقاءُ الناسِ ليس يُفيدُ شيئاً ** سوى الإكثارِ منْ قيلٍ وقالِ

فأقْلِلْ منْ لقاءِ الناسِ إلاّ** لكسبِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ

وقال ابنُ فارس :
وقالوا كيف حالُك قلتُ خيراً ** تًقضَّى حاجةٌ وتفوتُ حاجُ

إذا ازدحمتْ همومُ الصدرِ قُلْنا ** عسى يوماً يكونُ لهُ انفراجُ

نديمي هِرَّتي وأنيسُ نفسي ** دفاترُ لي ومعشوقي السراجُ


قالوا : كلُّ من أحبَّ العزلة فهي عِزٌّ لهُ . ولك أن تراجع كتاب (( العزلةِ)) للخطَّابي .

منْ أسبابِ الكدرِ والنكدِ مجالسةُ الثقلاءِ


قال أحمدُ : الثقلاءُ أهلُ البدعِ . وقيلَ : الحمقى . وقيل الثقيلُ : هو ثخينُ الطبعِ ، المخالفُ في المشربِ ، الباردُ في تصرفاتِه ، ﴿ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ﴾ ، ﴿ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ﴾ .
قال الشافعيَّ عنهمْ : إنَّ الثقيل ليجلسُ إليَّ فأظنُّ أنَّ الأرض تميلُ في الجهةِ التي هو فيها.
وكان الأعمشُ إذا رأى ثقيلاً ، قال : ﴿ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ .
لا بأس بالقومِ مِنْ طُولٍ ومِنْ قِصرٍ
جِسْمُ البِغالِ وأحلامُ العصافيرِ

وكان ابنُ تيمية إذا جالس ثقيلاً ، قال : مجالسةُ الثقلاءِ حمَّى الربْعِ، ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ ﴾ . ﴿ فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ﴾ . ((مثلُ الجليسِ السيّئِ كنافخ الكيرِ)) . إنَّ مِن اثقلِ الناسِ على القلوبِ العرِيَّ من الفضائلِ الصغير في المُثُلِ، الواقف على شهواتِه ، المستسلم لرغباتِه، ﴿ فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ ﴾ .
قال الشاعرُ :
أنت يا هذا ثقيلٌ وثقيلٌ وثقيلْ
أنت في المنظرِ إنسانٌ وفي الميزان فِيلْ

قال ابنُ القيمِ : إذا ابتُليت بثقيلٍ ، فسلِّم له جسمك ، وهاجرْ بروحِك ، وانتقلْ عنهُ وسافرْ ، وملِّكْه أذناً صمَّاء ، وعيْناً عمياءَ ، حتى يفتح اللهُ بينك وبينه . ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴾ .



الإغضاءُ عنِ هفواتِ الإخوانِ
﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ .
لا ينبغي أنْ يزهد فيهِ – أي الأخ- لخُلُقٍ أو خُلُقَيْن ينكرُهما منهُ، إذا رضي سائر أخلاقِه ، وحمِد أكثرَ شِيمِه ، لأنَّ اليسير مغفورٌ ، والكمال مُعوزٌ ، وقدْ قال الكِنْديُّ : كيف تريدُ منْ صديقِك خُلُقاً واحداً ، وهو ذو طبائع أربعٍ . مع أنَّ نفْس الإنسانِ التي هي أخصُّ النفوسِ به ، ومدبَّرةٌ باختيارِه وإرادتِه ، لا تُعطيه قيِادها في كلِّ ما يريدُ ، ولا تُجيبُه إلى طاعتِه في كلِّ ما يجبُ ، فكيف بنفسِ غيرِه ؟! ﴿ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ ﴾ ، ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ .
وحسْبُك أنْ يكون لك منْ أخيك أكثرُه ، وقدْ قال أبو الدرداءِ – رضي الله عنه - : مُعاتبَةُ الأخِ خَيْرٌ منْ فقْدِه ، منْ لك بأخيك كلِّه ؟! فأخذ الشعراءُ هذا المعنى ، فقال أبو العتاهية :
أَأُخيَّ منْ لك مِن بني الد

نيا بكلِّ أخيك منْ لكْ

فاسْتبْقِ بعضك لا يَمَلُّـ

ـك كلُّ منْ لم تُعْطِ كُلَّكْ

وقال أبو تمامٍ الطائيُّ :
ما غبن المغبون مِثْلُ عقْلِهِ
منْ لك يوماً بأخيك كُلِّهِ

وقال بعضُ الحكماء : طَلَبُ الإنصافِ ، مِنْ قلَّةِ الإنصافِ .
وقال بعضُهم : نحنُ ما رضِينا عنْ أنفُسِنا ، فكيف نرضى عنْ غيرِنا !!
وقال بعضُ البلغاءِ : لا يُزهدنَّك في رجلٍ حمدت سيرته ، وارتضيت وتيرته ، وعرفت فَضْله ، وبطنت عقله – عَيْبٌ خفيٌّ ، تحيطُ به كثرةُ فضائلِه ، أو ذنبٌ صغيرٌ تستغفرُ له قوةُ وسائلِه ، فإنك لنْ تجِد – ما بقيت – مُهذَّباً لا يكونُ فيه عيبٌ ، ولا يقعُ منه ذنبٌ ، فاعتبرْ بنفسك بعدُ ألاَّ تراها بعينِ الرضا ، ولا تجري فيها على حُكمِ الهوى ، فإنَّ في اعتبارِك بها ، واختبارِك لها ، ما يُواسيك مما تطلبُ ، ويعطِفك على منْ يُذنبُ ، وقد قال الشاعرُ :
ومنْ ذا الذي تُرضى سجاياهُ كلُّها
كفى المرء نُبلاً أنْ تُعدَّ معايبُهْ

وقال النابغةُ الذُّبيانيُّ :
ولست بمُسْتبْقٍ أخاً لا تلُمُّهُ
على شعثٍ أيُّ الرِّجالِ المهذَّبِ

وليس ينقضُ هذا القول ما وصفناهُ منْ اختبارِه ، واختبارِ الخصالِ الأربع فيه ، لأنَّ ما اعوز فيه معفوٌّ عنهُ ، هذا لا ينبغي أنْ تُوحشك فترةٌ تجدُها منهُ ، ولا أنْ تُسيء الظَّنَّ في كبوةٍ تكونُ منه ، ما لم تتحقَّق تغيُّره ، وتتيقَّن تنكُّره ، وليصرفْ ذلك إلى فتراتِ النفوسِ ، واستراحاتِ الخواطرِ ، فإنَّ الإنسان قد يتغيَّرُ عنْ مُراعاةِ نفسِه التي هي أخصُّ النفوسِ به ، ولا يكونُ ذلك منْ عداوةٍ لها ، ولا مللٍ منها . وقدْ قيل في منثورِ الحِكمِ : لا يُفسِدنَّك الظَّنُّ على صديقٍ قد أصلحك اليقينُ له . وقال جعفرُ بنُ محمدٍ لابنِه : يا بُنيَّ ، منْ غضب من إخوانِك ثلاث مرَّاتٍ ، فلمْ يقُل فيك سوى الحقِّ ، فاتخِذْه لنفسِك خِلاّ . وقال الحسنُ بنُ وهبٍ : منْ حقوقٍ المودَّةِ أخْذُ عَفْوِ الإخوانِ ، والإغضاءُ عن تقصير إن كان . وقد روي عنْ عليٍّ – رضي اللهُ عنهُ – في قولِه تعالى : ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ ، قال : الرِّضا بغيرِ عتابٍ .
وقال ابنُ الروميِّ :
همُ الناسُ والدنيا ولابُدَّ منْ قذىً

يُلِمُّ بعينٍ أو يُكدِّرُ مشْربا

ومنْ قلّةِ الإنصافِ أنَّك تبتغي الـ

ـمُهذَّب في الدنيا ولست المهذَبا

وقال بعضُ الشعراءِ :
تَوَاصُلُنا على الأيامِ باقٍ

ولكنْ هجرُنا مطرُ الرَّبيعِ

يرُوعُك صَوْبُهُ لكنْ تراهُ


على علاَّتِهِ داني النُّزُوعِ

معاذ اللهِ أنْ تلقى غِضاباً

سوى دلُ المطاعِ على المُطيعِ

﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً ﴾
تريدُ مُهذَّباً لا عيب فيه
وهلْ عُودٌ يفُوحُ بلا دُخانِ

﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ .
 

DeletedUser

Guest
شكراً جزيلاً لك عزيزي على الطّرح!
e057.png
 

DeletedUser

Guest
لا تنتظرْ شكراً من أحدٍ
***


خلق اللهُ العباد ليذكروهُ ورزق اللهُ الخليقة ليشكروهُ ، فعبد الكثيرُ غيره ، وشكرَ الغالبُ سواه ، لأنَّ طبيعة الجحودِ والنكرانِ والجفاءِ وكُفْرانِ النِّعم غالبةٌ على النفوس ، فلا تُصْدمْ إذا وجدت هؤلاءِ قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العِداءَ ، ورموك بمنجنيق الحقدِ الدفين ، لا لشيءٍ إلا لأنك أحسنت إليهمْ ﴿ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ﴾ وطالعْ سجلَّ العالمِ المشهود ، فإذا في فصولِهِ قصةُ أبٍ ربَّى ابنهُ وغذّاهُ وكساهُ وأطعمهُ وسقاهُ ، وأدَّبهُ ، وعلَّمهُ ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعِب ليرتاح ، فلمَّا طرَّ شاربُ هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالدهِ كالكلبِ العقورِ ، استخفافاً ، ازدراءً ، مقتاً ، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً .
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراقُ جميلِهمْ عند منكوسي الفِطرِ ، ومحطَّمي الإراداتِ ، وليهنؤوا بعوضِ المثوبةِ عند من لا تنفدُ خزائنُه .
إن هذا الخطاب الحارَّ لا يدعوك لتركِ الجميلِ ، وعدمِ الإحسانِ للغير ، وإنما يوطِّنُك على انتظار الجحودِ ، والتنكرِ لهذا الجميلِ والإحسانِ ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون.
اعمل الخير لِوجْهِ اللهِ ؛ لأنك الفائزُ على كل حالٍ ، ثمَّ لا يضرك غمْطُ من غمطك ، ولا جحودُ من جحدك ، واحمدِ الله لأنك المحسنُ ، واليدُ العليا خيرٌ من اليدِ السفلى ﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ﴾ .
وقد ذُهِل كثيرٌ من العقلاءِ من جبلَّةِ الجحودِ عند الغوْغاءِ ، وكأنهمْ ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوَّه وتمردهُ ﴿ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ لا تُفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك ، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهشُّ بها على غنمهِ ، فشجَّ بها رأسك ، هذا هو الأصلُ عند هذهِ البشريةِ المحنّطةِ في كفنِ الجحودِ مع باريها جلَّ في علاه ، فكيف بها معي ومعك ؟! .



لا تحطمك التوافهُ


كم من مهمومٍ سببُ همِّهِ أمرٌ حقيرٌ تافهٌ لا يُذْكَرُ !! .
انظر إلى المنافقين ، ما أسقط همَمَهُم ،وما أبْردَ عزائِمَهُمْ . هذه أقوالُهم : ﴿ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ ﴾ ، ﴿ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي ﴾ ، ﴿ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ ﴾ ، ﴿ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ ﴾ ، ﴿ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾ .
يا لخيبةِ هذِهِ المعاطس يا لتعاسةِ هذهِ النفوسِ .
همهم البطونُ والصحونُ والدورُ والقصورُ ، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المُثُلِ ، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل . همُّ أحدِهِمْ ومبلغُ عِلْمِهِ : دابَّتهُ وثوبُهُ ونعلُهُ ومأدبتُهُ ، وانظرْ لقطَّاعٍ هائلٍ منَ الناسِ تراهم صباح مساء سببُ همومهمْ خلافٌ مع الزوجةِ ، أو الابنِ ، أو القريبِ ، أو سماعُ كلمةٍ نابيةٍ ، أو موقفٌ تافهٌ . هذه مصائبُ هؤلاءِ البشَرِ ، ليس عندهم من المقاصدِ العليا ما يشغلُهم ، ليس عندهم من الاهتماماتِ الجليلةِ ما يملأُ وقتهم ، وقدْ قالوا : إذا خرج الماءُ من الإناءِ ملأهُ الهواءُ ، إذاً ففكرْ في الأمرِ الذي تهتمُّ له وتغتمُّ ، هلْ يستحقُ هذا الجهد وهذا العناءَ ، لأنك أعطيته من عقلِك ولَحْمِك ودَمِك وراحتِك ووقتِك ، وهذا غُبْنٌ في الصفقةِ ، وخسارةٌ هائلةٌ ثمنُها بخسٌ ، وعلماءُ النفسِ يقولون : اجعلْ لكلِ شيء حداً معقولاً ، وأصدق من هذا قولهُ تعالى : ﴿ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾ فأعطِ القضية حجْمها ووزنها وقدْرها وإياكَ والظلم والغُلُوَّ .
هؤلاءِ الصحابةُ الأبرارُ همهم تحت الشجرةِ الوفاءُ بالبيعةِ فنالوا رِضوان اللهِ ، ورجُلٌ معهم أهمَّه جملُهُ حتى فاتهُ البيعُ فكان جزاءهُ الحرمانُ والمقتُ ,
فاطرحِ التوافِه والاشتغال بها تجدْ أنَّ أكثر همومِك ذهبتْ عنك وعُدْتَ فَرِحاً مسروراً .



اعفُ عمَّن أساء إليكَ
*


ثمنُ القَصَاصِ الباهظِ ، وهو الذي يدفعُه المنتقمُ من الناسِ ، الحاقدُ عليهمْ : يدفعُه من قلبِه ، ومن لحمِهِ ودمِهِ ، من أعصابِه ومن راحتِهِ ، وسعادتِه وسرورِهِ ، إذا أراد أنْ يتشفَّى ، أو غضبَ عليهِمْ أو حَقَدَ . إنه الخاسرُ بلا شكٍّ .
وقدْ أخبرَنا اللهُ سبحانه وتعالى بدواءِ ذلك وعلاجِهِ ، فقالَ : ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ .
وقالَ : ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ .
وقالَ : ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ .
 

DeletedUser

Guest
الصبر على المكارِهِ وتحمُّلُ الشدائدِ
طريقُ الفوزِ والنجاحِ والسعادةِ

﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ ﴾ . ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾. ﴿فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ﴾ . ﴿ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ﴾ . ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ﴾ ﴿اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ ﴾ .
قال عمرُ رضي اللهُ عنهُ : « بالصبرِ أدركنا حسْن العيشِ » .
لأهلِ السنةِ عند المصائبِ ثلاثةُ فنونٍ : الصبرُ ، والدُّعاءُ ، وانتظارُ الفَرَجِ .
وقال الشاعرُ :
سقيناهُمُو كأساً سقوْنا بمثلِها
ولكنَّنا كُنا على الموتِ أصبر


وفي حديث صحيح : (( لا أحد أصبرُ على أذى سمِعه من اللهِ : إنهم يزعمون أنَّ له ولداً وصاحبةً ، وإنهُ يعافيهم ويرزقُهم )) . وقال  : (( رحِم اللهُ موسى ، ابتُلي باكثر من هذا فصبرَ )) .
وقال  : (( من يتصبَّرْ يُصبِّرهْ اللهُ )) .
دببتَ للمجدِ والساعون قد
بلغُوا
جهد النفوسِ وألقوا دونهُ الأُزُرَا

وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهمْ


وعانق المجد مَنْ أوفى ومنْ صبرا

لا تحسبِ المجد تمراً أنتَ آكلُهُ

لنْ تبلغ المجد حتى تلْعق الصَّبِرا


إن المعالي لا تُنالُ بالأحلامِ ، ولا بالرؤيا في المنامِ ، وإنَّما بالحزمِ والعَزْمِ .


فوائد الشدائد

فإنَّ الشدائد تقوِّي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصِمُ العُجْبَ ، وتنسفُ الكِبْرَ ، وهي ذوبانٌ للغفلةِ ، وإشعالٌ للتذكُّرِ ، وجلْبُ عطفِ المخلوقين ، ودعاءٌ من الصالحين ، وخضوعٌ للجبروتِ ، واستسلامٌ للواحد القهارِ ، وزجْرٌ حاضرٌ ، ونذيرٌ مقدمٌ ، وإحياءٌ للذكرِ ، وتضرُّع بالصبرِ ، واحتسابٌ للغصصِ ، وتهيئةٌ للقدومِ على المولى ، وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من اللطفِ أعظمُ ، وما سُتِرَ من الذنبِ أكبرُ ، وما عُفي من الخطأ أجلُّ .


قواعد في السعادة

1. اعلمْ أنك إذا لم تعِشْ في حدودِ يومِك تشتَّت ذهنُك ، واضطربتْ عليك أمورُك ، وكثرتْ همومُك وغمومُك ، وهذا معنى : (( إذا أصبحت فلا تنتظرِ المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظرِ الصباح )) .
2. انْس الماضي بما فيه ، فالاهتمامُ بما مضى وانتهى حُمْقٌ وجنونٌ .
3. لا تشتغلْ بالمستقبلِ ، فهو في عالمِ الغيبِ ، ودعِ التفكرَ فيه حتى يأتي .
4. لا تهتزَّ من النقدِ ، واثبتْ ، واعلمْ أنَّ النقد يساوي قيمَتَكَ .
5. الإيمانُ باللهِ ، والعملُ الصالحُ هو الحياةُ الطيبةُ السعيدةُ .
6. من أراد الاطمئنان والهدوء والراحةَ ، فعليه بذكرِ اللهِ تعالى .
7. على العبدِ أن يعلم أنَّ شيءٍ بقضاء وقدرٍ .
8. لا تنتظرْ شكراً من أحدٍ .
9. وطَنْ نفسك على تلقِّي أسوأ الفروضِ .
10. لعلَّ فيما حصل خيراً لك .
11. كلُّ قضاءٍ للمسلمِ خيرٌ له .
12. فكِّرْ في النعمِ واشكرْ .
13. أنت بما عندك فوق كثيرٍ من الناسِ .
14. من ساعةٍ إلى ساعةٍ فَرَجٌ .
15. بالبلاءِ يُسْتَخْرَجُ الدعاءُ .
16. المصائبُ مراهمُ للبصائرِ وقوَّةٌ للقلبِ .
17. إنَّ مع العُسْرِ يُسْراً .
18. لا تقضِ عليك التوافِهُ .
19. إن رَّبك واسعُ المغفرةِ .
20. لا تغضبْ ، لا تغضبْ ، لا تغضبْ .
21. الحياةُ خبزٌ وماءٌ وظلٌّ ، فلا تكترثْ بغير ذلك .
22. ﴿ وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ﴾ .
23. أكثر ما يٌخافْ لا يكونُ .
24. لك في المصابين أُسوةٌ .
25. إنَّ الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهُمْ .
26. كَرِّرْ أدعيةَ الكَرْبِ .
27. عليك بالعملِ الجادِّ المثمرِ ، واهجرِ الفراغ .
28. اتركِ الأراجيف ، ولا تصدقْ الشائعاتِ .
29. حقدُكَ وحرصُك على الانتقامِ يضُرُّ بصِحَّتِكَ أكثر مما يَضُرُّ الخصّمُ .
30. كلُّ ما يصيبك فهو كفَّارةٌ للذنوبِ .
 

DeletedUser

Guest
الى هنا اكتفي بهذا النقل اتمنى ان اكون قد ابلغتكم فائده


 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى