مدونتي، مضت ثلاثة أشهر دون أن أخطّ فيكِ شيئا، أرجو أن تكوني بخير، أجدني اليوم مشتاقا للكتابة بعد أن تحرّكت فيّ أحاسيس نسيتُ وجودَها من طول ركودها، لا تسأل ما الذي حرّكها، ذاك كلام يطول وليس فيه فائدة تُرجى لك، وأنا أكسل من أن أتكلّف كلاما ومصطلحات وتشبيهات تصوّر لك الموقف أكبر ممّا هو على منوال الأفلام الدرامية الرخيصة المعنى والمبنى، وأفخر من أن أسرد القصة بلغة الخشب.
رغبة الكتابة حاضرة، هي من أقامتني مع مرقدي المريح لأجلس أمام هذا الكيبورد الذي أظنه أكبر منّي عُمرا، أجدني أقرع أزراره بلطفٍ، احترام العجائز واجب بعد كلّ شيء.
لكن ماذا أكتب؟ هل أحدّثكم عن أول مرة أحببت فيها؟ أم عن خيالاتي الجامحة قبيل النّوم التي تجعل أكبر مخرجي هولييود يبدون هواةً؟ أحدّثكم عن الأوضاع السياسية والإقتصادية للبلد؟ للأسف لم أكترث يوما بها لأطّلع عليها ناهيك أن أكتُبَ عنها، كلّما جال فِكري حول حمى هذا المجال تذكّرت جواب الأعرابيّ حينَ قيل له: غَلَتِ الأسعار،
قال: والله ما يهمني لو كانت حبة القمح بدينار، عليَّ أن أعبده كما أمر، وعليه أن يرزقني كما وعدني.
أما أنا فوالله لا أزيد على كلام الأعرابي إلا أن أختِم ما كتبته بالسلام.